رسالة من أطفال فلسطين
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلنا .. إخوانا ..
كل عام و انتو بخيركيف حالــــــــــــكم .. و كيف رمضان معاكم .. و كيف هالبرد؟ إن شـــــــــــــاء الله كل شي حوليكـم بخيـــر ... أنا حزيـــــــــن كتيـر لأني عم بكتب هالرسالـــة لحالي كنت متفق مع صابر و صمود و كرامة و كل أولاد الجيران نتجمع و نكتب رسالة نعيّد عليكم و نطّمن على أحوالكم .. بس ما قدرنا لأنو القصف مستمر و ما بوقّف .... و بنوعدكم أول ما تتحسن الأوضاع نكتبلكم رســـــــــــــالة كلنا مع بعض ..
بس صابر ما رح يقدر يكتبلكم لأنو مبارح بنص الليل وقعت قذيفـــــة على بيتهم و استشــهد صابر كان بدّو نكتب الرسالة اليـــوم بالذات قالوا انه الإنتفاضـــــــــــــــــة انتهت سنة 1994 .
. بس بالنســــبة إلنا مــــــافي إشي تغير .. و كل يــــوم من أيــــــــــام حياتنا كان إنتفاضـة , كيف؟ أنا بحكيلكم كيف
لما انولدت ما كنت لحالي ببكي، كانت إمي بتبكي و إخواني كمان كانوا يبكوا ..
و لما كبرت شوي عرفت ليش .. بهداك اليوم كان أخوي الكبير ثائر راح يشتري هدية لأمي .. قال لأمي أنا رايح أشتري شغلة من الدكان و برجع ركض .. قالتله: روح و ما تتأخر .. إرجع ركض .. و راح ثائر و جاب الهدية بس ما رجع ركــــض... رجع محمـــــــــــــــــــــــــــــول عكتــاف الشباب صحابه ..
... اللي حكوا لأمي إنو في الطريق صار اشتباك مع الجيش و استشهد ثائر .. أبوي طبعا ما سكت .
. ما بعرف شو كان بسوي .. بس مرة و أنا عمري 4 سنين .. و كان امي حامـــــــــــــــــــــل و تعبانة كتير .. دخل الجيش على بيتنا .. و فتشوا البيت شبر شبر .. و صاروا بدهم ياخدوا أبوي .. حاولت امي تمنعهم .. دفشـــــــــــها الجندي بقوة .. وقعت عالأرض و صارت تنـــزف .. الجيران أخدوا امي عالمستشفى .. و الجيـــــــش أخد أبوي عالسجن .. قالولنا بيطلع قبل العيــــد .. و إجا العيد و راح العيد .. و إجا بعديـه 12 عيد و أبوي لسا في السجـن .. بالليل جعنا كتير .. ما كان في إشي ناكله .. و ما حدا مسترجي يطلع من البيت بسبب منع التجـول .. قعدت ستّي تحكيلنا عن مجــــــــــزرة دير ياســــين عشان تلهينا .. و ضلت تحكي لغاية ما نمناو صارت ستي كل ليلة تحكيلنا عن مجزرة .. و أنا أضل طول الليل مش عارف أنام .. مش من الخوف ... لأ .. لأني طول الليل بفكر كيف بدّي أنتقم .
. و كبرنا و الحال هو هو .. قبل سنة و كم من شهر كنا بنلعب طابة بالحارة (طابة يعني كرة) .. مرت دورية الجيش .
. خفنا و تخبينا ورا السور و تركنا الطابة .. وقفت صمود عالسور و كانت بدها تجيب الطابة .. نزل جندي من الدورية و ضربها .. وقعت صمود و انكسرت رجلها .. و مشيت الدورية عالطابة و فقعتها .. و من يومها و احنا بنلعب يهود و فدائية .. بطلنا نلعب بالطابة صرنا نلعب بالحجار .. و صمود بطلت تلعب معنا .. هداك اليوم وقفت صمود تتفرج علينا من الشباك و كانت كتير فرحانة .. شافت إمها عم تقلي بطاطا .. رح ياكلو اليوم بطاطا مقلية مش مسلوقة زي كل يوم .. انسجمت كتير بلعبتنا و عملتلنا بإيدها علامة النصر .. شافها الجندي .. طلع عالبيت و كسر الباب و مسك صمــــــــود و حط ايدها بالمقلى بدل البطاطا و من يومها بطلنا نلعب جيش و فدائيـــــــــــــــــــــــــة .. صرنا نستنى الدوريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .. و نلطش عليها حجـــــــــار عن جـــــد إخوانا و أهلنا :
إحنا ما بدنا منكم إشي كتير .. بدنا منكم بس ما تنسونا .. و تضلوا تتذكرونا .. لما تقعدوا عالفطور تذكروا قصص ستّي .. و لما تقلوا قطايف اتذكروا البطاطا و إيد صمود .. و لما إخوانكم الصغار يلعبوا بألعابهم إحكولهم عن طابتنا .. و لما تشتروا هدايا لأمهاتكم اتذكروا أخوي ثائر ... و لما تناموا بالليل لا تنسوا صابر .. و لما آبائكم يعطوكم العيدية و يبوسوكم قولولهم انه صارلي سنين ما شفت أبوي .. و إذا اشتهيتوا تاكلوا من الماكدونالدز أو تشربو كوكاكولا تذكـروا انو الجــندي الصهيونـــــــــــي رح يستفيد من كل قرش بقتل الأطفـــــــــــــــــــــــــــــال مثل محمد الدرّة و ايمان حجــــــــو
اخوانا .. يا أهلنا :
لا تنسوا الأطفال اللي بها البرد بيلبسوا جلدهم و بناموا في الخيم تحت المطر .. اللي في رمضان بيشربوا حسرتهم و بياكلوا الشوك عشان يدافعوا عن حقكم و يحموا كرامتكم .. اللي بالعيد رح يطلعوا يزوروا قبـور الشهــداء القدامي و يشيعوا الشهـــــــــــــــــداء الجداد
إخوانا و أهلنا ..
يا أصحاب الهامات اللي ما بتنحني ... و العزيمة اللي ما بتلين لا تنسونا
...
ولا تنسوا فلسطين أخوكم الصغير
ابن فلسطين المحتلة